ابدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اسفه واستنكاره لما شهدته العاصمة بيروت وبعض المناطق اللبنانية من مظاهر شاذة وتحريضية من قطع للطرقات وحرق للإطارات واطلاق شعارات وهتافات فتنوية منافية للدين وللأخلاق وللقيم الوطنية، كادت ان تدخل البلد في إشعال فتنة لولا تدخل الجيش اللبناني والقوى الأمنية لإعادة الأمور إلى نصابها، ودعا المجلس في هذا الاطار إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يؤدي إلى اهتزاز الأمن والسلم الأهلي والمحافظة على الوحدة الإسلامية والوطنية في لبنان.
ورأى المجلس في بيان له بعد اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، ان الأزمة اللبنانية تزداد تعقيدا بسبب الفراغ الرئاسي والتداعيات السلبية الناتجة عما يحصل في دول الجوار العربي مع التأكيد بان انتخاب رئيس للجمهورية هو ضرورة وطنية وواجب دستوري، املا ان تسفر الجلسة المقبلة عن انتخاب الرئيس العتيد بما يضع حداً للفراغ الدستوري الذي يشكل السبب الأساس للتعثر الحكومي وللتراجع الاقتصادي والاجتماعي وللاختلال في إدارة الشأن العام. ودعا المجلس النواب إلى أداء واجبهم الدستوري بعد أن استنفذ حق المقاطعة كل أغراضه غير المجدية.
واعرب المجلس عن استياءه لعدم التوصل حتى الآن إلى حل قضية النفايات المتراكمة في الشوارع التي تشكل خطرا على صحة المواطن وتنقل السموم والأمراض للإنسان مما يتطلب من مجلس الوزراء حسم هذه القضية اليوم قبل الغد وقبل انتشار الأوبئة الفتاكة وتلوث البيئة الناتج عن تراكم النفايات.
ودعا الحكومة إلى تفعيل عملها وتماسكها في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان فالتلويح بالاعتكاف او الاستقالة من الحكومة قبيل انتخاب رئيس للجمهورية قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من بنية الدولة ويضر بالوطن والمواطن الذي يعاني من ضائقة معيشية واقتصادية متفاقمة .
وشدد المجلس على ان الحوار بين اللبنانيين هو الأساس في تهدئة الأوضاع الداخلية للوصول إلى قواسم مشتركة ولو بالحد الأدنى الذي ينبغي ان يستمر مهمها اختلفت الآراء حول القضايا اللبنانية والعربية والالتزام باتفاق الطائف ما يجنب لبنان الدخول في الخلافات والصراعات والمحاور الإقليمية والخارجية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وتوقف المجلس باهتمام أمام الوقائع الأخيرة والتي برزت في ضرورة تعزيز وتصحيح العلاقات الأخوية العربية وخاصة مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هو يدعوها إلى الاستمرار في احتضانها للبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها في تاريخه وذلك لان التخلي عنه سيشكل اثارا سلبية عليه، معلنا ان لبنان هو من الأسرة العربية الواحدة التي يعتز بالانتماء اليها وواحداً منها ومع السعودية ودول الخليجي العربي لما تقوم به من أجل كل لبنان دون تمييزٍ بين طائفة ومذهب، مسلمين ومسيحيين.
واكد المجلس على ثوابته الوطنية والعربية بالوقوف إلى جانب الإجماع العربي المشرف الذي يعتز ويفتخر به كل مواطن عربي الهوية والانتماء.